الدراسة أم المال؟



مؤكدٌ أنه المال فإن حصلت على المال ملكت الدراسة 




 لا أقصد بهذه الكلمات  سوا أن أريح نفسي من بعض عبئها فقد تعبت كثيراً و لا بد من الكتابة :

حسناً هأنا قد تخرجت من الثانوية العامة بمعدل عالي بفضل الله ثم درست الهندسة المعلوماتية و أنا في سنتي الثانية و لكنني لم أستفد من هذا كله بشيء غير أحزان أخبها في صدري فالدراسة يا صديقي تحتاج إلى المال نعم تحتاج إلى الكثير من المال و أنا أحياناً لا أمتلك المال لشراء المحاضرات لدراستها فأبكي بكاء شديدٍ وضعنا هنا في سوريا مأساويا لذلك قررت أن أبحث عن عمل بدوام جزئي كي أريح أبي الذي أراه بعيني كم هو متعب و كم هو حزين لأنه لا يستطيع أن يؤمن لنا تلك الرفاهية رغم أننا لا نطلبها ولكني لم أتعلم في حياتي أي صنعة أو أي عمل و لم أقم بشيء غير الكتابة و دراستي و مع هذه المقومات من سيرغب بعملي لديه أو توظيفي عنده.. ؟
وكان من الضروري بالنسبة لي الراحة أثناء الوقت المخصص للعمل أن أكون مرتاحاً في عملي و سعيد لأني أقوم به هذه متطلباتي لوظيفة أحلامي و لكن هذه المتطلبات غير متوفرة في جميع الأماكن التي قصدتها فقررت أن أعمل كمُدرسة في إحدى المدارس الحكومية فذهبت و قُبلت بعد جُهد جهيد و تسلمت صفاً لأصحاب العقول الغير مكتملة نموها و لكني قررت ابقى و استمر في العمل معهم عليّ أنهض بهم و لا أُخفي أبداً حاجتي الماسة للمال و هنا المرتب لم يكن عالياً و لكنه جيد كطالب مثلي مصروفه فقد شراء المحاضرات و أجرة الطريق إلى الجامعة فذهبت في اليوم الأول الأمر كان مريحاً بعض الشيء لم أكن متعباً في نهاية الدوام فتحمست لليوم التالي و ذهبت و إذا بهم يقولون لي أنهم لم يعودوا بحاجة لي فقد وصلتهم معلمة (مدعومة عندها واسطة) فأخذت أغراضي و عدت إلى المنزل لأبحث عن عمل جديد وجدت عملاً أخر و لكنه بمرتب لا يذكر مقابل الجهد الذي نبذله و تواصلت مع شركات للعمل في مجال دراستي و لكنهم أخبروني بكل صراحة أو لنقل وقاحة التالي :
الشركة:هل لديك معارف هنا
جوابي : لا و لكن سمعت أن لديكم شواغر للعمل 
الشركة : حسناً ليس لدينا عمل لك
و حاولت عرضت كتاباتي على كثير من المنصات لكن دون جدوى و ذلك بسبب الحظر على سوريا
و لم أترك شركة إلا و أرسلت لها CV الخاص بي و عرضت العمل على أكثر من مكتبة و دار نشر و لكنه لم يقبلوا و في النهاية عدت للمنزل مكسور الخاطر بائس انظر من حولي  الذين في نفسي عمري وإلى كل أولئك الذين حالفهم الحظ و استطعوا اكمال دراستهم دون الحاجة إلى عمل جزئي و إلى أؤلئك الذين يملكون من المال كثيراً و لا يعرفون كيف يصرفونه بما يفيدهم فييذرونه تبذيراً رغم كل المأساة التي نعيشها في سوريا ولكنهم لا يزالون قادرون على العيش على هواهم
أتأمل اليوم حالي  و أتذكر قصة لشاب من كلية الحقوق قتل نفسه لأنه لا يمتلك المال لإكمال دراسته  أنا لا أؤيده و لكن الأمر فظيع للغاية و هذا الشاب قُتل من الداخل أولاً حتى تأكد أنه لا جدوى من المتابعة فقتل نفسه الأمر مخيف و لكنني  أسأل نفسي هل هكذا ستكون بقية حياتي أبحث عن و أكتب و أُكدس الكتب دون أنشر و هل سأبقى أحلم بأن أصبح مهندس و كاتب آه وألف آه تخرج و تحرق أنفاسي لم أعد أستطيع أن اتحمل كل هذا أنا لست بتلك القوة لأبقى صامداً في وجه كل هذه التحديات فمنذ عشرة أعوام و أنا على هذه الحال و اليوم حالنا أسوأ فماذا بعد. 


تعليقات

المشاركات الشائعة